قد يتساءل البعض لماذا تفضل النساء الولادة الطبيعية عن القيصرية؟ سوف نعرض لكِ في هذا المقال مزايا وعيوب كل نوع من الولادة مع توضيح كيفية اختيار نوع الولادة الأنسب لكِ مع تفادي مخاطر كل نوع، فاحرصي على متابعتنا.
الولادة الطبيعية
سميت الولادة الطبيعية بهذا الاسم لأن المخاض يبدأ بشكل طبيعي بعد انتهاء فترة الحمل ودون تدخل من أحد أو تدخل جراحي لمساعدة الجنين على الخروج باستثناء شق العجان الذي يقوم به الطبيب لتوسيع فتحة المهبل ومن ثم يقوم بخياطته ببعض الغرز.
قد يهمك أيضاً: الولادة الطبيعية وكل ما ترغبين في معرفته عنها
لماذا تفضل النساء الولادة الطبيعية ؟
بالطبع الولادة الطبيعية تتمتع بالعديد من المميزات، وهي نوع الولادة الفطرية التي عرفتها النساء منذ قديم الأزل، حيث يُسخر فيها الجسم كل وظائفه وهرموناته لمساعدة الطفل على الخروج بشكل طبيعي وآمن؛ وفيما يلي نذكر بعضا من مميزات الولادة الطبيعية:
- تعافى الأم بشكل سريع؛ حيث تستطيع الأم مغادرة المستشفى بعد عدة ساعات من الولادة.
- تقل نسبة التعرض للعدوى في الولادة الطبيعية نتيجة لعدم استخدام أدوات جراحية من الممكن أن تنقل العدوى لأنسجة الجسم.
- عدم ترك آثار للعملية الجراحية على بطن الأم.
- نزول لبن الأم بشكل أسرع نتيجة تحفيز هرمونات الطلق الغدد اللبنية على إفراز الحليب لدى الأم.
- أسعارها أرخص من الولادة القيصرية.
يجدر الإشارة إلى أن فوائد الولادة الطبيعية لا تعود بالنفع على الأم فقط؛ بل يمتد نفعها ليشمل الطفل؛ فالمواليد الذين تم وضعهم بشكل طبيعي يكونون أقل عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، كما يكتسبوا مناعة من الأم ضد العديد من الأمراض، وغير ذلك من الفوائد العديدة.
وتتلخص جميع مشاكل الولادة الطبيعية في تحمل آلامها الشديدة الناتجة عن اتساع انقباضات الرحم، وتبلغ الآلام ذروتها لحظة خروج رأس الطفل.
اقرئي المزيد من التفاصيل عن : الولادة الطبيعية في المنزل كيف تتم؟ وما هي مميزاتها وعيوبها؟
هل يتسع المهبل بعد الولادة الطبيعية ؟
والآن وقد أجبنا عن سؤالك لماذا تفضل النساء الولادة الطبيعية ؟ دعينا نجيبك على واحد من أهم التساؤلات التي تشغل بال السيدات اللاتي يخترن الولادة الطبيعية، حيث يتساءلن عن اتساع المهبل وتأثيره على العلاقة الزوجية.
في الحقيقة يتسع المهبل بعد الولادة الطبيعية، وذلك لأن المهبل قد تم تهيئته ليتحمل عملية الولادة، حيث يتمدد ويتسع أثناء عملية الولادة، وقد يتسع بمقدار ثلاثة أضعاف من حجمه الطبيعي، ولكنه تغير مؤقت حيث يعود مرة أخرى بعد فترة من الولادة، ولكن في بعض الحالات قد لا يعود المهبل تماماً كما كان بسبب ضعف العضلات، وكلما زادت عدد مرات الولادة الطبيعية، كلما ضعفت العضلات وبالتالي أصبح المهبل أكثر اتساعاً، وبالتالي قد لا تشعرين بالرضا أثناء العلاقة الزوجية نتيجة ضعف العضلات خاصة عضلات الحوض.
قد يهمك أيضاً: طرق تضييق المهبل طبيعياً بعد الولادة
أضرار الولادة الطبيعية
بالرغم من مميزات الولادة الطبيعية التي لا حصر لها، إلا أن لها بعض العيوب التي قد تدفع بعض النساء للخوق منها ولعل أشهر هذه العيوب:
- استمرار المخاض لفترة طويلة، مما يعني شعورك بحالة من الإرهاق والإجهاد بعد الولادة.
- احتمالية تعرض الطفل للإصابة إذا كان كبير الحجم.
- احتمالية التعرض لسلس البول.
- احتمالية التعرض للتمزق أو الإصابة في المهبل.
- احتمالية التعرض لخياطة في المهبل أثناء الولادة.
وبالرغم من هذه العيوب إلا أن الولادة الطبيعية تظل الخيار الآمن لك ولطفلك.
لماذا قد يضطر طبيبك إلى إجراء الولادة القيصرية؟
قد لا تتمكن جميع النساء من الحصول على ولادة طبيعية؛ ففي بعض الحالات قد يكون التدخل لإجراء عملية قيصرية هو الحل الأمثل لإنقاذ حياة الجنين والمحافظة على حياة الأم، وهذه الحالات قد يتمكن طبيبك المعالج من معرفتها قبل المخاض بفترة، ومن هذه الحالات:
- عدم وجود الجنين في الوضعية التي تسمح بنزوله بشكل طبيعي.
- معظم حالات الحمل بتوأم.
- كبر حجم جمجمة ورأس الجنين.
- وجود بعض أنواع العدوى في القناة المهبلية مثل: الفيروس الحليمي البشري وعدوى الهربس التناسلي.
- ضيق حجم الحوض لدى الأم بشكل قد يعيق نزول رأس الجنين فيه مما قد يضر بالجنين أو يخشى اختناقه.
- وجود المشيمة النازلة placenta previa ؛ وهي حالة طبية معروفة تحدث حينما تتواجد المشيمة أسفل الرحم لتسد عنقه؛ اعرفي المزيد عن أسبابها وكيفية التعامل معها.
- إصابة الأم ببعض الأمراض المزمنة والتي يخشى عليها فيها من التعرض لمجهود الولادة الطبيعية؛ كأمراض القلب.
وهناك بعض حالات الولادة القيصرية التي يتم اكتشافها وقت الولادة فيكون قرار العملية القيصرية قرارا فوريا، مثل:
- عدم اتساع عنق الرحم بشكل كافي.
- حدوث عقد في الحبل السري كأن يكون الحبل السري ملتفا حول عنق الطفل.
- حدوث انفصال مبكر في المشيمة.
اقرئي المزيد من التفاصيل عن : الولادة الطبيعية بعد القيصرية .. هل هي آمنة؟
سلبيات الولادة القيصرية
وإن كنت ما زالت لا تعلمين لماذا تفضل النساء الولادة الطبيعية عن القيصرية؟ ربما معرفتك لسلبيات الولادة القيصرية، قد تساعدك في معرفة الإجابة:
- مشكلة النزيف: يتم فقدان كمية كبيرة من الدم أثناء العملية؛ لذا يتم التأكد من تصحيح معدل الأنيميا قبل إجراء العملية.
- قد تعاني الأم من صداع شديد لدى الوقوف أو الجلوس نتيجة البنج النصفي وذلك لعدة أيام بعد العملية.
- التهاب الجرح: إن عدم الاهتمام بنظافة الجرح قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات في مكان الجرح مسببا آلاما مع تغير في لون الجلد الذي يغطي المنطقة المحيطة بالجرح.
- العرضة لتكون الجلطات: المكوث لفترة طويلة في الفراش يؤدي إلى ركود الدورة الدموية في أوردة الساق؛ لذا ينصح بالتحرك والمشي لتشجيع الدورة الدموية في الجسم.
اقرئي المزيد من التفاصيل عن : العناية بجرح القيصري بعد الولادة
إذاً.. الولادة الطبيعية أم القيصرية؟
بعد عرض مميزات كل نوع من الولادة على حدة؛ سيصبح من الأسهل عليكِ تحديد النوع الأنسب لكِ؛ فالبعض يفضل الولادة الطبيعية ما لم يكن هناك داعيا للولادة القيصرية وذلك لسرعة تعافي الجسم من آثار الولادة وللعديد من المزايا الأخرى، أما إذا كنتِ تعانين من مانع ما قد يعيق خضوعك للولادة الطبيعية؛ فعندها تكون الولادة القيصرية هي الحل الأنسب لكِ ولطفلك.
والآن وفي النهاية بعد أن عرفت لماذا تفضل النساء الولادة الطبيعية ؟ أخبرينا عزيزتي القارئة أيهما تفضلي؟ وتذكري أن الطبيعية أفضل بكثير ما لم يطلب منك الطبيب غير ذلك، نتمنى لك ولطفلك كل الصحة والعافية.
بالرغم من أن الولادة الطبيعية هي الخيار الأمثل والأكثر حفاظاً على الأم والجنين، إلا أن للولادة الطبيعية عيوبها، حيث يمكن أن تمر الأم بحالة من الألم الشديد خلال الولادة، هذا بجانب أن بعض الأمهات قد يكن بحاجة لعمل غرز في منطقة العجان بالمهبل أو قد يكن عرضة لمشاكل تدلي الأعضاء.
عند اقتراب الولادة يقوم الجسم بإخراج الهرمونات التي تعمل على توسيع المهبل استعداداً للولادة، وبعد انتهاء الولادة يقوم الجسم بإفراز هرمونات أخرى تساعد في إعادة المهبل لوضعه السابق، وبما أن المهبل لم يتمدد من الأساس بسبب الولادة القيصرية فإن الهرمونات التي يتم إفرازها بعد الولادة تجعله ضيق بصورة أكبر.
بالرغم من أن الكثير من الأطباء يفضلون الولادة القيصرية عن الولادة الطبيعية إلا أن بعض الدراسات أثبتت أن الولادة الطبيعية لا تمثل خطرا على الأم أو طفليها، وأن كثير من الأمهات يلدن بصورة طبيعية دون التعرض لمضاعفات أو مخاطر أثناء ولادة التوأم.
