طفلي يكبرتربية وتعديل سلوك

منهج منتسوري

عندما أتأمل صغيرتي وهي منهمكة في اللعب وتثور غضباً حينما أقاطعها أثناء لعبها، أتسائل متى نصل إلى المرحلة التي يركز فيها الطفل كل هذا التركيز في الدراسة؟!
لماذا نشعر بالملل أثناء الدراسة ومن التعليم ككل!
هل المناهج هي العقبة؟ أم طريقة تقديم المناهج أم جميع ماسبق؟
هل يوجد منهج يسمح للطفل للتعلم من خلال الاستمتاع باللعب والاكتشاف؟
نعم، منهج منتسوري فهو منهج لا يعتمد على التلقين والحفظ بل يعتمد علي استخدام الطفل لحواسه لإكتشاف ما حوله.

في هذا المقال سنوضح أسس هذا المنهج وسنتعرف علي هذا المنهج بالتفصيل.

من مؤسس منهج منتسوري وكيف تم تأسيسه؟

أسست هذا المنهج ماريا منتسوري، وهي أول طبيبة في إيطاليا في وقت كانت فيه دراسة الطب تقتصر على الرجال فقط.
في البداية بدأت تعمل مع الأطفال ذوي الإعاقة العقلية وكانت تري ضرورة وضع منهج يناسب قدرات هؤلاء الأطفال وبالفعل بدأ الأطفال في التحسن وابتكرت أدوات تناسبهم ووضعت أسس وطريق تربوية لتعليمهم، وكانت تتعجب من نظام التعليم العادي للأطفال الأسوياء كيف لا يحقق نتائج جيدة!

وأوضحت ماريا “أن الطرق التي نجحت مع المعاقين لو أُستعملت مع الأطفال العاديين لنجحت نجاحاً باهراً”
لهذا صممت أن تبحث الأمر وتدرسه من جميع الوجوه، ثم بدأت بتأسيس مدرسة للأطفال الأسوياء وبدأت بتعليمهم بنفس الأُسس والطرق التي وضعتها من قبل مع المعاقين، ولاحظت تطور هائل في مستوى الأطفال.

لماذا يختلف منهج منتسوري عن المناهج الأخرى؟

الفرق ما بين التعليم العادي وطريقة منتسوري أن التعلم العادي يسلب من الطفل حريته ويفرض قيوداً عليه ويستخدم أسلوب الثواب والعقاب،
أما منهج منتسوري فهو قائم على حرية الطفل في اختيار أنشطته والتعلم وفقاً لمرحلة نموه وفترته الحساسة، ويكون المعلم دوره مرشد فقط للطالب.
كما أن منهج منتسوري يؤسس شخصاً مسئولاً وواثقاً بنفسه.

يركز منهج منتسوري على :

  • حرية الطفل واستقلاليته.
  • اكتشاف البيئة من حوله.
  • التركيز.
  • الإنضباط الذاتي.
  • حب التعلم.
  • الإعتماد على النفس.
  • احترام الآخرين واحترام الأشياء.
  • حرية الطفل في اختيار النشاط.
  • ويعتمد أيضاً على الإهتمام ببناء الشخصية والإهتمام الشديد بالطفل ونموه اللغوي والحركي والحسي.

مراحل نمو الطفل وفقاً لمنتسوري:

قسمت ماريا مونتيسوري مراحل نمو الطفل إلى 4 مراحل من الولادة وحتى 24 سنة ولكل مرحلة اهتماماتها وخصائصها والأنشطة التي تلائمها:

  • المرحلة الأولى: من 0 حتى 6 سنوات.
  • المرحلة الثانية: من 6 حتى 12 سنة.
  • المرحلة الثالثة: من 12 حتى 18 سنة.
  • المرحلة الرابعة: من 18 حتى 24 سنة.

المرحلة الأولي: من عمر الولادة حتى 6 سنوات (مرحلة الطفولة المبكرة):

أكدت ماريا منتسوري على أهمية السنوات الأولى في حياة الطفل ودورها في تكوين شخصيته وتطوره،
وأن الطفل في السنوات الأولي من حياته يميل إلى اكتشاف البيئة من حوله من خلال حواسه ويكون لديه القدرة على التعلم بسهولة فهو كالأسفنجة يمتص المعلومات من حوله،
والطفل في تلك السنوات الأولي يمر بثلاث مراحل (مرحلة العقل المستوعب – الفترات الحساسة – فترة الوعي الكامل)

مرحلة العقل المستوعب: فالطفل من 0 – 3 سنوات يمتص المعلومات ويتفاعل مع البيئة من حوله وتسمى تلك الفترة فترة اللاوعي أي العقل الماص الغير مدرك.

مرحلة الفترة الحساسة: كل طفل تظهر عنده فترة من الفترات الحساسة تجاه الأشياء.

مرحلة الوعي الكامل: من 3 -6 سنوات يصبح الطفل أكثر وعياً وتتسع مهاراته ويميل إلى الإستقلالية أكثر، ويحتاج الطفل في تلك الفترة إلى تهيئة المنزل والبيئة من حوله ولأنشطة عملية وحسية وحركية.

المرحلة الثانية: من عمر 6 سنوات حتى 12 سنة:

في هذه المرحلة، ينتقل الطفل من مرحلة العقل الماص الواعي إلى مرحلة جديدة.
حيث لاحظت ماريا منتسوري العديد من التغيرات على الأطفال نفسياً وجسدياً، لذا فتلك الفترة أنشطتها واهتماماتها تختلف عن الفترة السابقة فيحتاج الطفل إلى التحدي والمغامرة في تلك الفترة،
فيظهر على الطفل في تلك الفترة الميل إلى العمل الجماعي وفي مجموعات وبداية إستقلاله فكرياً.

ويجب استغلال تلك الفترة من حياة الطفل في تشجيعه على القيم وزرع الخصال الحميدة حيث أن الطفل يظهر عليه إهتمامه بالحس الأخلاقي وتطوره.

المرحلة الثالثة: من عمر 12 حتى 18 سنة (مرحلة الإستقلال وبناء الذات):

تلك المرحلة هي مرحلة المراهقة (فترة البلوغ) والإستقلال الإجتماعي،
وتظهر العديد من التغيرات الجسدية والنفسية نظراً لفترة البلوغ، ولهذا فإهتمامات الأبناء في تلك الفترة مختلفة وتلك الفترة التي يكثر فيها الشكوي من الأبناء بالتمرد والرغبة في الإستقلال.

المرحلة الرابعة: من عمر 18 حتى 24 سنة (مرحلة النضج):

وهي مرحلة لم يعد فيها طفلاً بل شخصاً ناضجاً راشداً، وهي مرحلة النضج الكامل.

تلك المعلومات السابقة كان لا بد من شرحها شرح مبسط حتى يكون لديكِ فكرة عن منهج منتسوري، حتى يسهل بعد ذلك تطبيق أنشطة وفقاً لهذا المنهج.

المصدر.

Elham Farag

إلهام فرج.. حاصلة على ليسانس آداب وتربية.. مترجمة وأحب القراءة خاصة فى مجال الطفل وصحة المرأة وجمالها... متزوجة وأم لطفلة
قد يعجبك أيضا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى