معركة التربية.. هونوا على أنفسكم !
لقد انجبنا.. وبدأ الصغير يحبو ثم يمشى.. ونريد أن نربيه تربية قويمة لينشأ إنسان نافع لنفسه وللمجتمع … يبدأ الأهل منذ هذه اللحظه السحريه فى التركيز على تصرفات الطفل والتدقيق فى كل صغيرة وكبيرة.. وإلقاء التعليقات والانتقادات والتعليمات ليلا ونهاراً.. مما يصيب الصغير المسكين بالضجر والملل.. ومع وصوله لعمر العامين تبدأ مظاهر استقلال الشخصية ويظهر العند والعصبية على الوالدين ..مما يصيبهم بالصدمة ..يا للهول.. يا للكارثه.. الصغير بدأ يتطاول علينا.. ماذا حدث؟.. هل يظن الناس اننا لم نحسن تربيته؟ لا مستحيل.. إذن .فلتدق طبول الحرب ويبدأ الابوين فى استخدام جميع الاسلحة التى يعرفها العلم والتى لايعرفها.. من رفع الصوت لصراخ لتطاول الايدى بالضرب.. أو حتى لاستخدام الاسلحه المحرمه دوليا من عصى او احذيه وخلافه ..فلا يزيد ذلك الصغير إلا عناداً وسوء سلوك..
هوناً ما يا أحبائي.. التربية ليست معركة وليست حرب ضروس تحتاج كل هذا الاستعدادات والتجهيزات الحربية.. التربية رحلة عمر.. لكل مرحلة من مراحل نمو الطفل مواصفات معينة و أسلوب تعامل معين لو انتهجناه واستعملنا الأسلوب المناسب لكل مرحلة من العمر لأصبحت تعاملاتنا مع أطفالنا أسهل و أيسر من السباحة فى بحر هادئ بلا امواج بدلا من أن تصبح سباحة ضد التيار! التعامل الهادىء مع الطفل خصوصاً فى مراحل عمره الأولى تجعل منه طفل هادئ واثق من نفسه.. توقفوا عن دق طبول الحرب ولنعلن هدنة مع ابنائنا ونبدأ معهم صفحة جديدة مليئة بمشاعر هادئة وصافية..
نبدأ من المقال القادم بأمر الله الحديث عن مراحل التطور النفسي للطفل من عمر عام وحتى وصول مرحلة المراهقة… دمتم سعداء