المشيمة الملتصقة هل علاجها دوماً استئصال الرحم؟
المشيمة الملتصقة أو المشيمة المنغرسة أو المشيمة المخترقة،
جميعها مسميات لحالة مرضية تنتج عن تطور خاطئ للمشيمة في الرحم أثناء الحمل مما يمنع انفصالها الطبيعي عن جدار الرحم لحظة الولادة.
نستعرض في هذا المقال ملامح مشكلة المشيمة الملتصقة مسلطين الضوء على أسبابها وأعراضها وطرق علاجها.
المشيمة الملتصقة Placenta accreta:
خلق الله تعالى المشيمة للجنين لتكون مصدر غذائه الأول طيلة أشهر الحمل،
وتكون متصلةً ببطانة الرحم في غشائه شبه المخاطي وتحتفظ بطبقة تفصل بين المشيمة وبين عضلة الرحم أي أنها لا تلتصق بعضلة الرحم حتى إذا أتت لحظة الولادة؛ انقبضت عضلة الرحم لتخرج الطفل والمشيمة.
أوضاع المشيمة الملتصقة:
-
المشيمة الملتصقة السطحية (Placenta Accreta Vera): وتكون المشيمة ملتصقة بعضلة الرحم لكنها لا تدخل بداخله؛
بمعنى أنها ملتصقة بسطح عضل الرحم، وهذه الحالة تشكل نسبة 75% من حالات التصاق المشيمة. - المشيمة المنغرسة (Placenta Increta) : وتشكل نسبة 15%من الحالات، و هنا تكون المشيمة منغرسة داخل عضل الرحم نفسها.
-
المشيمة عميقة الانغراس (Placenta Percreta) :وتتواجد بنسبة 5 % من الحالات، وتكون المشيمة منغرسة لكامل عمق عضل الرحم،
بل إنها من الممكن أن تخترق كل سمك عضلة الرحم وتعبر لتبرز على السطح أو تلتصق بالأعضاء القريبة من الرحم مثل المثانة.
أسباب التصاق المشيمة:
تزداد احتمالية تعرض الأم لحالة المشيمة الملتصقة كلما زادت العمليات الجراحية التي تعرضت لها الأم في السابق مثل: العمليات القيصرية، عمليات الإجهاض فقد تنشأ المشيمة الملتصقة على مكان ندبة العملية السابقة،
وقد تنشأ المشيمة المنغرسة دون وجود تاريخ سابق من العمليات الجراحية في الرحم.
مضاعفات المشيمة الملتصقة:
- نتيجة لوجود المشيمة داخل جدار الرحم؛ فإنها تمنع عضلة الرحم من التقلص مما قد ينتج عنه نزيف حاد عند محاولة الطبيب فصل المشيمة عن جدار الرحم قد يودي بحياة الأم أو يتم فيه استئصال الرحم.
- قد يعرضك وجود المشيمة الملتصقة إلى خطر الولادة المبكرة لطفلك أو إذا كانت قد تسببت لكِ بنزيف في الفترة الأخيرة من الحمل قد يضطر طبيبك لإجراء ولادة مبكرة.
- من أكثر مضاعفات المشيمة المنلتصقة خطورةً (ألمشيمة االمنزاحة)، (انغراس المشيمة في منطقة عنق الرحم).
- مواضيع ذات صلة: نزول المشيمة أثناء الحمل.
أعراض المشيمة الملتصقة:
في الغالب لا أعراض مميزة للمشيمة الملتصقة تلاحظها الأم أثناء الحمل؛
وغالباً ما يتم تشخيصها عند الولادة حيث تؤدي إلى نزيف الولادة، وقد تتعرض الحامل إلى النزيف المهبلي في الثلث الأخير من فترة حملها،
ويتم تشخيص حالة المشيمه الملتصقه عن طريق أشعة الموجات فوق الصوتية حيث يمكن رؤية المشيمة وهي تخترق عضلة الرحم.
عوامل تزيد من التعرض للإصابة بالمشيمة الملتصقة:
- إجراء جراحة سابقة في الرحم: من أهم العوامل التي تزيد من خطر التعرض إلى المشيمة المنغرسة أو الملتصقة هو التعرض للعمليات الجراحية التي تترك أثراً أو ندبة على جدار الرحم، وتزداد خطر الإصابة بها كلما زاد عدد العمليات في الرحم.
- عمر الأم: حيث تشيع حالة المشيمة الملتصقة في حالة الأمهات فوق سن الـ 35 عام.
- الولادات السابقة: تزداد مخاطر الإصابة بالمشيمة الملتصقة كل مرة تلد فيها الأم.
- وجود تاريخ سابق من العمليات الجراحية بالرحم: تزداد نسبة التعرض إلى مخاطر المشيمة الملتصقة كلما كان هناك تشوهاً أو ندبات في أنسجة بطانة الرحم، كما يرفع وجود الأورام الحميدة بالرحم نسبة الإصابة بالمشيمة الملتصقة.
- وجود التهاب في بطانة الرحم.
علاج المشيمة الملتصقة:
- في حالة عدم وجود نزيف: من الممكن إبقاء المشيمة كما هي دون تدخل في حالة عدم وجود نزيف يهدد حياة الأم أو الجنين، مع المراقبة المستمرة وإعطاء الأدوية اللازمة.
- في حالة وجود نزيف: وهنا يمكن التعامل مع مضاعفات المشيمة الملتصقة باستئصال الرحم لإنقاذ حياة الأم في حال أن كانت الأم لا تريد الإنجاب.
المشيمة الملتصقة هل علاجها دوماً استئصال الرحم؟
غالباً ما كان يتم التعامل مع المشيمه الملتصقة باستئصال الرحم حفاظاً على حياة الأم؛
غير أنه ليس معمماً على جميع الحالات، إلى جانب أنه مع تقدم الطب وتقنياته ظهرت أساليب تعمل على احتفاظ الأم بـ رحمها إلى جانب تخليصها من مشاكل المشيمة الملتصقة، منها:
- إعطاء أدوية تعمل على انقباض الرحم وإيقاف النزيف.
- تنفيذ قسطرة شرايين الرحم (Embolization).
- تقنية B-Lynch: وهي تتضمن وضع غرز في جهة الرحم الأمامية والخلفية ليكون الخيط قد لف الرحم بشكلٍ كامل وعند شده يضغط الرحم على نفسه ليمنع النزيف.
- ربط شرايين الرحم في الحوض.