نبتة صغيرة.. فتعرف كيف تُنشئها
التربية و إنجاب الأطفال تختلف بمفهومها الشامل تماماً عن المفهوم السائد عند الغالبية العظمى من الأمهات والآباء.. فالتربية ليست تقديم الطعام والشراب والرعاية الصحية والحفاظ على الصغير نظيفا وصحيح البدن والملبس وعندما يشب عن الطوق إدخاله أكثر المدارس تميزاً وإنفاق الغالى والنفيس على تعليمه..
فالتربية تختلف تماماً عن الرعاية، تربية طفل هدفها الاساسى أن أقدم للمجتمع انساناً صحيح النفس سليم العقل.. يضيف للمجتمع ولا ينتقص منه.. هى رحلة طويييلة تبدأ من لحظه الميلاد ولاتنتهى الا بإنتهاء العمر …رحله من الحب والاحتواء والتفهم والتقبل قبل التفكير فى العقاب والتهديد… لذلك فهى تختلف عن تربية حيوان أليف تقتصر رعايته على تقديم الطعام والشراب… بل حتى الحيوان الأليف يحتاج للحب والحنان..التربية هدفها الاساسى دفء القلب قبل دفء الجسد.. هى زراعه ثقه ومبادئ وضمير ومشاعر فى هذا القلب الصغير الذى وضعه الله أمانه بين يديك..
فمفهوم بعض الأمهات عن التربية المثالية أننى مادمت أهتم بطعامهم وشرابهم وتعليمهم فقد أديت دورى على أكمل وجه هو للأسف مفهوم مشوه ويحتاج للكثير من التعديل.. وهو للأسف سبب للكثير من المشاكل النفسية والتربوية.. إن كان واجبك عزيزتى الأم الاهتمام بالطعام والشراب والتعليم فمن يهتم بالقلب الصغير والمشاعر الرقيقه؟ من يزرع القيم فى العقل الغض؟ من يلقى فى الصغير أول بذرة للضمير؟
التربية أشبه ما تكون بزراعه نبته.. هى حلقة من سلسلة طويلة.. تبدأ بتهيئة التربة لاستقبال البذور بحرثها وتعريضها للشمس.. ثم زراعة البذرة الصغيرة ورعايتها وسقايتها بدماء القلب وانتظارها وهى تنمو بداخل التربة حتى تنشق الأرض عن نبته صغيرة ماتلبث أن تستوى على ساق قوية من القيم والمبادئ والثقة بالنفس لتصبح فتنة للناظرين .
وإن كانت الأمومة والأبوة غريزة ..فإن التربية ليست غريزة.. يجب على المربى أن يبذل الجهد والوقت ليتعلم كيف يربى طفل واثق من نفسه نافع لوالديه وللمجتمع وليس عبئاً عليهم.. كفانا نماذج مشوهه وممسوخه بسبب تخلى الوالدين عن دورهم فى التربية أو بسبب التربية الصارمة بشكل زائد عن الحدود المقبولة..
وأخيراً.. التربية علم وفن، أولادنا هم صحائف أعمالنا التى سنقابل بها المولى عز وجل ..فلنحرص ألا نكتب فى صحائف أعمالنا إلا الخير
دمتم سالمين