السمع هو من أهم الحواس التي تسهل على الطفل التواصل مع من حوله، ويعتبر مشكلة ضعف السمع عند الأطفال من أسوأ المشاكل التي قد يواجهها أي طفل، حيث أنه يولد ما يقارب 3 من بين 1000 طفل مصابون بضعف سمع دائم، وهذا الأمر يجعل من ضعف السمع عند الأطفال واحدة من أكثر العيوب انتشاراً.
يوجد نوعان من ضعف السمع وهما: فقدان سمعي كلي أو فقدان سمعي جزئي ويحدث كلاهما في أذن واحدة أو الأذنين،
ويكون ناتج عن خلل في عضو أو أكثر من أعضاء السمع المعروفة وهي الأذن الخارجية أو الأذن الوسطى أو الأذن الداخلية أو عصب السمع؛ ويتدرج ضعف السمع من ضعف السمع البسيط إلى ضعف سمع شديد إلى الصمم الكلي.
طريقة إستجابة الطفل ذوى السمع الطبيعي للأصوات:
لتشخيص طفلك إذا كان ضعيف السمع أم لا إليكِ هذه الطرق لمعرفة إستجابة طفلك للأصوات:
- حديثي الولادة: يحركون رأسهم عند سماع أي صوت أو يبكون ويفزعون من الخوف عندما يسمعون أصوات عالية فجأة، وأحياناً يلتفتون لمصدر الصوت.
- بعد شهر أو شهرين: يتحسن السمع عند الطفل ويصبح قادراً على سماع نغمات الأصوات المختلفة وارتفاعها وانخفاضها.
- من عمر 3 إلى 4 شهور: يميز الطفل في هذا العمر صوت الأم وقد يبتسم عند سماع صوتها.
- في عمر الـ 6 شهور: يبدأ الطفل بالضحك عند سماع الأغاني المسلية ويستطيع نطق الأصوات الساكنة (الميم والكاف والباء).
- من عمر 8 إلى 9 أشهر: يبدأ الطفل فهم العلاقة بين الكلمات والإشارات.
- في عمر السنة: يبدأ الطفل في فهم الأوامر والكلمات البسيطة مثل”تعالى” أو “ماء”، ويبدأ بنطق كلمات خفيفة مثل “ماما” أو “بابا”.
- قد يهمك أيضاٌ: السمع عند الأطفال ومراحل تطوره.
درجات ضعف السمع عند الأطفال :
- السمع الطبيعي: يسمع الإنسان الطبيعي الأصوات المنخفضة حتى 20 ديسبل.
- ضعف سمع بسيط: 25 إلى 40 ديسبل، لا يستطيع سماع الهمس الخفيف أو الكلام من مصدر بعيد.
- ضعف سمع متوسط: 40 إلى 50 ديسبل، لا يستطيع سمع الهمس ويسمع الكلام القريب منه على شكل همس ويفهم الكلام عند النظر للشخص الذي يتحدث.
- ضعف سمع متوسط الشدة: 65 إلى 70 ديسبل، يكون لديه إضطرابات في النطق ويتحدث بصعوبة ويفهم الكلام إذا تحدث معه شخص بصوت عالي.
- ضعف سمع شديد: 71 إلى 90 ديسبل، يسمع الأصوات العالية جداً ولديه اضطرابات في النطق.
- ضعف سمع عميق: 91 ديسبل فأكثر، يتحمل سماع الأصوات الصاخبة جداً ولكنه لا يشعر بالذبذبات الناتجة عنها ولا يستطيع الكلام ويحتاج إلى لغة الإشارة للتواصل معه.
أنواع ضعف السمع عند الأطفال :
هناك العديد من أنواع ضعف السمع المختلفة يمكن أن تكون خلقية (قبل الولادة) أو مكتسبة (بعد الولادة)؛
وأنواع ضعف السمع هما:
- ضعف السمع التوصيلي: تكون المشكلة في الأذن الخارجية أو الوسطي ويكون بسبب حدوث إلتهابات في الأذن أو نتيجة تراكم الشمع مؤدياً إلى إنسداد القناة السمعية أو حدوث ثقب في طبلة الأذن.
- ضعف السمع الحسي العصبي: هو من أكثر الأنواع شيوعاً وتكون المشكلة في الأذن الداخلية قوقعة الأذن أو العصب السمعي، وكلما زاد التلف في الأذن الداخلية تزيد مشكلة ضعف السمع ويمكن أن يكون وراثي، ويكون هذ النوع من الضعف دائم ويمكن التقليل منه عن طريق استخدام السماعات أو التدخل الطبي.
- ضعف السمع المختلط: هو خليط من النوعين السابقيين وتكون المشكلة بجميع الأذن (الداخلية والوسطى والخارجية).
- فقدان العصب السمعي: في هذا النوع تكون المشكلة في أن العصب المسؤول لنقل الإشارات للدماغ لا يعمل.
- تعرفي على: بدائل كلمة “لا” للأطفال لتربية إيجابية.
علاج ضعف السمع عند الأطفال :
ينقسم علاج ضعف السمع إلي مرحلتين المرحلة الأولى هي العلاج الطبي والمرحلة الثانية هي التأهيل السمعي.
أولاً: العلاج الطبي:
علاج ضعف السمع التوصيلي:
إذا كان سبب ضعف السمع التوصيلي وجود إلتهابات بالأذن الداخلية فيتم علاج الإلتهابات عن طريق تنظيف الأذن والمضادات الحيوية،
أما إذا كان سببه تراكم الشمع في الأذن فسيقوم الطبيب بإفراغ الأذن من الشمع المتراكم بها، وقد يتم اللجوء في بعض الحالات إلى وضع سماعات حسب درجة ضعف السمع.
علاج ضعف السمع الحسي العصبي:
يختلف علاجه على حسب شدة الضعف السمعي وعلى حسب الإصابة في أذن واحدة أو كلتا الأذنين؛
إذا كان ضعف سمعي حسي عصبي بسيط أو متوسط فيتم في هذه الحالة استخدام السماعات الطبية،
أما إذا كان ضعف حسي عصبي شديد في كلتا الأذنين ففي هذه الحالة يضطر الطبيب إلى إجراء عملية زرع قوقعة لتقوم بنقل الموجات الصوتية وتحويلها إلى ذبذبات كهربائية تنتقل إلى العصب السمعي مباشرةً.
أما إذا كانت الإصابة في أذن واحدة قد لا يضطر الطبيب إلى زرع قوقعة والإكتفاء بالسماعة الطبية في الأذن المصابة.
علاج ضعف السمع المختلط:
يتم تحديد العلاج من قبل الطبيب على حسب الحالة وعلى حسب المسبب وشدة الضعف ويكون العلاج إما بالأدوية أو بالجراحة أو السماعات الطبية.
علاج فقدان العصب السمعي:
لا يوجد له أي علاج طبي لأن العصب السمعي هو من يوصل الإشارات السمعية للمخ ليتم ترجمتها لأصوات.
ثانياً: التأهيل السمعي:
يتم في هذا العلاج تأهيل الأشخاص أصحاب السماعات الطبية لتعلم كيفية استخدامها والسماع بها وهذا للحد قدر الإمكان من الإعتماد على لغة الإشارة وحركة الشفاة لفهم الكلام، والإعتماد على سمعه فقط من خلال السماعة الطبية.
يقوم أخصائي التخاطب بوضع خطة علاجية للطفل تشتمل على أهداف تعليمية وهي:
- تحديد وجود الصوت من عدمه: يقوم الطفل بأي إستجابة عند سماع أي صوت يصدره أخصائي التخاطب،
بأن يقوم بوضع مكعب في صندوق إذا سمع الصوت ويقوم بوضع مكعبين بالصندوق إذا سمع الصوت مرتين. - التمييز: بأن يميز الطفل الأصوات من حيث التشابه والإختلاف ويستجيب لكل صوت بطريقة مناسبة دون رؤية مصدر الصوت.
- تحديد الهوية: بأن يحدد هوية معني الصوت الصادر مثلاً: أن يقوم أخصائي التخاطب بقول كلمة “عنب” فيقوم الطفل بالإشارة إلى صورة العنب.
- الإدراك: هو قدرة الطفل على فهم الأسئلة الموجهة إليه والإجابة عنها بعد تدريبه عليها.
نتمنى لكِ طفل سليم معافى♥