عيوب تدليل الطفل
يعتبر تدليل الأطفال مسألة سهلة وبسيطة، لكن عواقبها وخيمة ليس على الطفل فقط بل على كل المحيطين به وعلى رأسهم الأب والأم، فلا يقتصر تدليل الطفل على مرحلة عمرية محددة ولا يعتبر مشكلة عرضية تأخذ وقتها وتزول، لكنها في الحقيقة مشكلة مزمنة إن لم تنتهي في مرحلة الطفولة وظلت تنمو وتشيب على صاحبها.
يقول الأطباء والأخصائيين النفسيين المتعاملين مع الأطفال “الكثير من الإزعاج أفضل من القليل من الدلال”.
يبدأ الطفل المدلل انحرافه بالإلحاح الشديد وهو ما يطلق عليه “الزن“، فإن رغب في شيء ما فإما أن يُلبى طلبه أو يبدأ بالصراخ والركل والضرب وهي وسائل ضغط تمارس على الوالدين حتى ينفذوا رغباته.
وفي هذا المقال سنعرض عيوب تدليل الطفل وسمات الطفل المدلل وكيفية الوقاية من تدليل الطفل.
- تعرفي على: تكسير الطفل للأشياء .. ما الحل ؟
ما هي أسباب تدليل الطفل ؟
تختلف أسباب تدليل الطفل من أسرة لأخرى ولكن تعددت الأسباب والتدليل واحد ومن ضمن هذه الأسباب :
- حرص الأم الشديد على طفلها وخوفها عليه من التعرض لأي خطر.
- كون الطفل وحيداً أو أنها وزوجها رُزقا به بعد فترة طويلة من تأخر الإنجاب.
- كون الطفل آخر العنقود فهذا دافع وراء التدليل.
- شعور أحد الوالدين بطول فترة غيابه في العمل عن أطفاله، فلا شعورياً يعمل على تلبية رغباتهم كنوع من التعويض.
- سفر أحد الوالدين للعمل بالخارج مبرر كافي لإغداق الطفل بالهدايا وتحقيق مطالبهم.
لكن الوالدين بحبهما الفطري لطفلهما لا يدركان أنهما يدفعان به لهاوية الدلال الذي لا يقتصر ضرره على طفلهما فقط بل لهما أيضاً والمحيط بهم أيضاً.
- اقرئي معنا : أيهما أفضل تدريب البوتي أم دخول الحمام مباشرة ؟
عيوب تدليل الطفل :
تساهل الوالدين مع طفلهما وإستسلامهما لضغوطه وعدم تمييزهما لإحتياجاته الضرورية ورغباته تؤدي إلى العديد من الأضرار التي تصيب الطفل ومنها :
- إفساد الطفل وغرس حب الذات في نفسه.
- غرس حب الامتلاك والأنانية، فلا يعود يعلم شيء غير تلبية احتياجاته وإلا الصراخ.
- عدم إحساس الطفل بالمسؤولية وحبه للمشاركه.
- افتقاده للاعتماد على نفسه، وإتكاله دائماً على الآخرين.
تنمو هذه المشكلة مع نمو الطفل، وبالطبع تزداد سوءاً مع زيادة المرحلة العمرية للطفل، حيث أنه في مرحلة الدراسة يرفض الطفل المشاركة مع زملاؤه في اللعب حيث أنه يرفض أن يكون خاسراً ويرفض أن توبخه معلمته أو أن توجه له نصيحه مما يجعله طفلا غير محبوب بين زملائه، وفي مرحلة المراهقة تكون فرصة الانحلال الأخلاقي والسلوكي أكبر خاصةً إن كانت طلباته المادية مجابة حيث أنه يمكنه أن يتوجه إلى طريق المخدرات مع رفقاء السوء.
سمات تدليل الطفل :
- يكون طفل متمرد على كل شيء ويصر على تحكيم رأيه.
- فوضوي لا يتبع قواعد التهذيب ولا يستجيب لأي من التعليمات الموجهة إليه.
- لحوح وكثير الطلبات.
- قليل الصبر وملول فهو يستعجل تنفيذ أوامره ولا طاقة لديه للصبر.
- دائماً ما يتخذ من الصراخ والبكاء وأحياناً الضرب سبيل للضغط لتلبية طلباته.
- سيطرة الأنانية على شخصيته وحب السيطرة على إخوته والعنف في تصرفاته معهم لإحساسه بالتميز عنهم.
- لا يستطيع الإعتماد على نفسه أو أن يواجه متاعب ومصاعب الحياة لأنه يعتبر معدوم الشخصية.
- اكتشفي معنا: نوم الطفل في غرفة مستقلة
الوقاية خير ألف مرة من التدليل :
حتى نقي أطفالنا من خطر التدليل نصح المختصون بضرورة الاعتدال في تربية الأطفال من خلال أنه لا يكون دلال مفرط ولا حماية مشددة، حتى يتمكن الطفل من مواجهة الحياة فيما بعد, واشتراك الطفل في أنشطة يعمل ذلك على تنمية روح التعاون مع الفريق، وعدم التفرقة بينه وبين إخوته في المعاملة، وتأكيد وجود مبدأ الثواب والعقاب للطفل.