أسباب الوحمات عند الاطفال
يُشاع أن سبب الوحمة التي تظهر على الطفل هو إشتهاء (وحم) الحامل لنوع من الطعام أثناء فترة الحمل ولم تتناوله فهل هذه الشائعة صحيحة أم لا ؟ تابعينا في هذا المقال سنناقش أسباب الوحمات عند الأطفال وكيفية علاجها.
- قد يهمك أيضاً: الوحمة والوحام وما العلاقة بينهما؟.
ما هي الوحمة وما أسباب ظهورها ؟
الوحمة هي عبارة عن منطقة من الجلد الملون تختلف عن باقي الجسم، وقد يولد طفلك بها أو قد تظهر خلال الشهور الأولى من عمره وبعضها يبقى للأبد والآخر يزول مع الوقت.
والوحمات تنقسم لقسمين :
الوحمات الوعائية:
تحدث بسبب الأوعية الدموية تحت الجلد وكما أنها تظهر عندما تتجمع الأوعية الدموية بشكل غير طبيعي تحت الجلد ويتراوح لونها بين الأرجواني والوردي أو الأحمر.
الوحمات المصطبغة:
الجلد يحتوي على خلايا تسمى الخلايا الصبغية، والتي تنتج صبغة الجلد الميلانين،
وعندما تجمع مجموعة من الخلايا الصباغية معاً في مجموعة فأنها تؤدي إلى تكوين الوحمات المصطبغة.
وهذه الوحمات يتراوح لونها بين الرمادي وللبني الداكن والأسود.
ويوجد ستة أنواع من الوحمات وتقع كل واحدة منها تحت واحدة من هاتين الفئتين السابقتين.
أسباب الوحمات عند الأطفال
حتى الآن لم ينجح الأطباء في تفسير أسباب الوحمات عند الأطفال ومن المتفق عليه في الكثير من الثقافات المختلفة أن الوحمة تحدث نتيجة للرغبات غير المحققة للمرأة الحامل (الوحام).
فمثلاً إذا توحمت (اشتهت) المرأة الحامل تناول حبات من الكرز ولم تتناولها أثناء حملها فسيولد الطفل بوحمة على شكل حبة كرز.
لكن الأطباء والخبراء لا يعتقدون هذه التفسيرات الغير علمية في تفسير أسباب الوحمات عند الأطفال
وبعض النظريات تميل إلى الإعتقاد بأنها عبارة عن خلل يحدث خلال عملية إتساع وإنقباض الشعيرات الدموية، ويذهب البعض الآخر للإعتقاد بأنها نتيجة للبروتينات التي تنتجها المشيمة.
- اخترنا لكِ: هل الوحم على شخص يجعلني أنجب طفل مثله؟
ما هي أنواع الوحمات عند الأطفال ؟
بعد أن ناقشنا أسباب الوحمات عند الأطفال هناك ثلاثة أنواع من الوحمات الوعائية والمؤلمة لكل منها، والتي يمكن أن تحدث في أي مكان على الجسم.
الوحمات الوعائية
-
بقع سمك السلمون:
وهي عبارة عن رقع منبثقة بلون وردي غامق أو أحمر، يمكن أن تظهر في أي مكان على الوجه ولكن في الغالب على الجبهة أو العنق أو الجفون،
ويطلق عليها إسم بقع سمك السلمون لأن لون الوحمة عادةً ما يكون ظلاً من اللون الوردي يشبه لون سمك السلمون.
ولا تحتوي البقع على حدود محددة ولكن يمكن أن تصبح بارزة بسبب زيادة الدورة الدموية عندما يبكي الطفل أو يتصبب عرقاً.
وتعتبر من الوحمات الوعائية الأكثر شيوعاً وتحدث في واحد من كل ثلاثة أطفال وفي بعض الحالات قد تتلاشى مع نمو الطفل.
-
الورم الوعائي الدموي :
هو ورم وعائي عميق أو سطحي أو مختلط، وهذه تكون حمراء تأخذ لون وردي على الجلد وتكون (إنتفاخ) ورم وعائي خفيف وناعم ولا يؤلم عندما تضغط بلطف بإصبعك.
في بعض الأحيان قد يحدث ورم وعائي أسفل الجلد مباشرة، مما يؤدي إلى انتفاخ أصغر أرجواني مزرق على الجلد.
قد تنمو الأورام الوعائية الدموية في البداية ولكنها تبدأ بالإنكماش عندما يكبر الطفل،
ويختفي في نهاية الأمر عندما يبلغ الطفل من 7 إلى 10 سنوات ولا يمكنه أن يترك سوى علامة ضعيفة على الجلد عندما يكون موجوداً.
-
وحمة فلاميوس:
وحمات وعائية تظهر مع الولادة، يتراوح لونها من الوردي إلى الأرجواني الغامق،
ويمكن أن تظهر في كل مكان على جسم الطفل إلا أنها في الغالب تتواجد على الوجه والرأس.
هذه الوحمات تبقى على مدار العمر وقد تنمو بشكل أكبر مع نمو الطفل،
وتصبح أكثر وضوحاً بعد أن يبلغ الطفل سن البلوغ وتعتبر وحمة فلاميوس نادرة للغاية وتحدث في أقل من 1٪ من الأطفال.
الوحمات المصطبغة
-
الشامات:
قد تكون هذه الأنواع الأكثر شيوعاً من الوحمات التي تصادفها بين الأطفال والمصطلح الطبي للخلية عبارة عن شامة خلقية من الخلايا الميلانينية الخلقية.
تأتي الشامات في العديد من الأشكال والأحجام والألوان ويمكن للشامة أن تكون كبيرة ومسطحة أو صغيرة أو مرتفعة ويمكن أن تكون بنية أو سوداء أو وردية.
قد تختفي مع نمو الطفل في حين قد تنمو في أي مكان في وقت لاحق ويمكن أن تنمو الشامة بشكل كبير ويتراوح قطرها بين 1.5 سم إلى أكثر من 20 سم.
ويصبح الجلد أكثر قتامة واغمق في اللون خلال فترة البلوغ.
-
بقع القهوة بالحليب:
هي عبارة عن بقع مسطحة بنية اللون وهو اللون البني الفاتح مثل لون القهوة بالحليب،
وهذه البقع يمكن أن تظهر في أي مكان على الجسم ويمكن أن تتلاشى عندما يكبر الطفل.
-
البقع المنغولية:
هي بقع زرقاء رمادية وتبدو كالكدمات ويُطلق عليها البقع المنغولية وتظهر عادة في أسفل الظهر والأرداف والأطراف.
وقد تختفي الوحمة في عمر أربع سنوات وعلى الرغم من أنها قد تستمر لفترة أطول وربما تكون أكثر قتامة مع تقدم عمر الطفل.
هل يمكن أن تكون الوحمات خطرة بالنسبة للطفل؟
الوحمات ليست عادةً ضارة ولكن في بعض الحالات قد تكون مصدر للقلق:
-
أكثر من 6 بقع :
يكون لدى الطفل عادةً زوجين أو أكثر من الوحمات كوحمات بقعة القهوة بالحليب ولكن ليس أكثر من ستة.
وإذا كانت أكثر من ستة بقع فهذا يعد من أعراض الورم العصبي الليفي وهو ورم حميد من الخلايا العصبية،
وإذا لاحظتي عدداً متزايداً من هذه البقع، فخذي الطفل إلى الطبيب بسرعة.
-
وحمات الورم الوعائي (Hemangioma) بالقرب من العين أو الأذن أو الحلق:
يمكن أن تسبب وحمة الورم الوعائي بالقرب من العين مشاكل في الرؤية، وإذا كانت بمكان قرب الأذن يمكن أن تسبب مشاكل في السمع.
وبما أن وحمة الورم الوعائي يمكن أن توجد داخل الجلد فأنه يمكن أن يسبب إنزعاج شديد إذا كانت موجودة فوق القصبة الهوائية يجب إزالتها إذا كانت تؤثر على تنفس الطفل.
-
وحمة فلاميوس على الجفن:
بعض الأطفال المصابين بها يمكن أن يكون لديهم حالة وراثية تسمى متلازمة Sturge-Weber.
وهذه تتميز بوجود خلل في الأوعية الدموية ويمكن أن تسبب عدة إضطرابات عصبية ومشاكل في الرؤية.
-
شامة سريعة النمو:
إذا كانت الشامة تنمو بسرعة وأصبحت أكثر قتامة فقد يكون ذلك من أعراض سرطان الجلد،
وعلى الرغم من أن مثل هذا السيناريو نادر للغاية في حالة الشامات إلا أنه لا يزال من الضروري بالنسبة للأبوين مراقبة حجم شامة الطفل.
إذا لاحظتي أياً من الأعراض المذكورة بالأعلى أو إذا كانت تسبب حكة أو نزيف أو قرحة ففي هذه الحالات يجب أن تأخذي طفلك إلى الطبيب على الفور.
كيف يتم تشخيص الوحمات الخطرة ؟
يمكن للفحص السريري للطفل تحديد ما إذا كانت الوحمة ضارة أم لا،
عادةً ما يتم النظر في الوحمات خلال زيارات الأطفال المنتظمة وأي مشاكل بسببها يمكن إكتشافها من خلال البحث عن أعراض مثل الألم أو التوسع السريع، أو صعوبة في الرضاعة أو التنفس أو وجود نوبات أو تشنجات.
وإذا كان الطبيب يشك في حدوث مضاعفات، فيمكن إجراء تصوير بالأشعة والتصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن المشكلة الأساسية.
كيفية علاج الوحمات عند الأطفال
وعلي عكس أسباب الوحمات عند الأطفال التي لم يظهر سبب مؤكد لظهورها لكن يوجد طرق لإزالتها، حيث يمكن للطبيب إزالة الوحمة للطفل في حالتين:
إذا كانت تؤثر على صحة الطفل أو إذا كان الوالدين يرغبون في إزالة الشامة لأسباب تجميلية وفي كلتا الحالتين، سيتم إستخدام الإجراءات التالية للتخلص من الوحمة:
الإستئصال الجراحي:
تتم إزالة الوحمات مثل وحمة الورم الوعائي، والتي تضغط على الأعضاء الداخلية وتسبب عدم الراحة ويتم إجراء الجراحة فقط بعد تقييم كيفية تأثير الوحمة على صحة الجنين.
العلاج بالليزر:
يستخدم العلاج بالليزر لتقليل كثافة لون الوحمة ولا ينصح به إذا كانت الوحمة غير ضارة،
وهذا الإجراء يمكن أن يكون مفيداً في حالة وحمة فلاميوس والبقع المنغولية ويتطلب العلاج بالليزر إعداد مناسب
ويجب إدخال الطفل إلى المستشفى حيث يتم إجراء الجراحة تحت تأثير التخدير العام.
جراحة الليزر أيضاً تشكل مخاطر وآثار جانبية محتملة مثل بداية الألم والندبات وتلون المنطقة، والعدوى في موقع العملية، وستتأثر المنطقة المعالجة أيضاً لمدة تصل إلى ثماني ساعات بعد العلاج وستتطلب رعاية موسعة بعد الجراحة.
علاج الستيرويد:
يمكن أن تساعد الستيرويدات عن طريق الفم أو الحقن في تقليل شدة الوحمة وعادةً ما يتم إقتراح هذا العلاج في حالة ورم وعائي ومع ذلك لها جانبية.
حاصرات بيتا:
تم العثور على مجموعة من الأدوية تسمى حاصرات بيتا لتكون فعّالة ضد وحمات الورم،
ولها آثار جانبية أقل من الستيرويد ويمكن إختيارها كطريقة للتخلص من الوحمة دون جراحة،
وقد يصف الطبيب الدواء إذا لم تكن الستيروئيدات خياراً أو إذا كان لا يمكن إزالة الوحمة جراحياً.
العلاج الإشعاعي:
إذا كان وحمة بقعة القهوة بالحليب أو الورم سرطانياً فقد يقترح الطبيب العلاج بالإشعاع.
في النهاية نحب أن نوضح أن الوحمات نادراً ما تتداخل مع الحياة الصحية،
ويمكن لطفلك التأقلم معها حتى مع الوحمات الواضحة على الجلد،
وإذا كانت علامة الوحمة لا تشكل مشكلة للطفل أو تسبب أي إزعاج، فإن إزالتها ستكون فقط لأسباب تجميلية؛
ويمكن لطبيب طفلك إبلاغك عن مزايا وعيوب إجراء الجراحة في مثل هذه الحالة.
والآن بعد أن تعرفتي على أسباب الوحمات عند الأطفال وكيفية إزالتها،
شاركينا إذا تمت إزالة الوحمات الخاصة بطفلك لأي سبب من الأسباب؟ شاركينا تجربتك معنا في التعليقات.
- اقرئي أيضاً: الوحمة والوحام ما العلاقة بينهما؟