كيف أتعامل مع طفلي المبتسر (الخديج) ؟
الطفل المبتسر أو الطفل الخديج هي مصطلحات متكررة تتعاقب على مسامعنا وذلك لكثرة حدوث الولادات المبكرة في الآونة الاخيرة أي قبل إتمام الطفل الشهر التاسع؛
وحينها يصبح التعامل مع المولود أمراً يتطلب نوعاً من العناية الخاصة؛ يعرض سالوبيت ملفاً خاصاً للتعامل مع الطفل المبتسر أو الخديج متناولاً كافة جوانب الموضوع.
- اقرئي أيضاً: أسباب الولادة المبكرة.
من هو الطفل المبتسر أو الطفل الخديج؟
الطفل المبتسر أو الخديج هو الطفل الذي تمت ولادته قبل إتمام الأسبوع الـ 37 من الحمل؛
بغض النظر عن وزن المولود ما يعني أنه لا علاقة بين وزن المولود و الخداجة فهي مسألة تتعلق فقط بـ فترة الحمل،
ويطلق على الطفل المولود قبل إتمام الأسبوع الـ 37 في الحمل طفل خديج في دول الخليج وطفل مبتسر في مصر وبلاد الشام والمغرب.
علامات الطفل المبتسر:
هناك علامات مميزة للطفل المبتسر أو الخديج تميزه عن باقي المواليد منها:
- الضعف العام في جسم الوليد.
- عند انتظام تنفس المولود.
- بروز البطن.
- لين الأظافر.
- جحوظ العينين.
- كرمشة الجلد.
- من الممكن إصابته بصفراء الدم.
- انخفاض نسبة السكر في دم المولود.
- الإصابة بفقر الدم.
- ضعف في السمع أو الرؤية.
الفحوصات اللازم إجراؤها للطفل المبتسر:
هناك عدة إجراءات متبعة من أجل تهيئة الطفل للعالم الخارجي منها:
- تنظيف مجرى الهواء لدى الطفل.
- مساعدته على بدء التنفس، وهي من أكبر ما توفره الحضانة للطفل الذي يولد معانياً من عدم اكتمال الجهاز التنفسي؛ فيتم وضعه على أجهزة تنفس صناعي.
- العناية بالعينين.
- التعامل مع الحبل السري.
- يتم إعطاؤه الفيتامينات اللازمة.
ويتم إدخال الطفل الخديج الحضانة كخطوةٍ أساسية يجب المرور بها من أجل توفير التالي:
- مراقبة التنفس وضربات قلب المولود.
- توفير حاجة المولود من الأكسجين.
- الانتباه والعناية بتغذية المولود.
- توفير درجة حرارة ملائمة لجسم المولود.
- علاجه من الصفراء.
- تعزله تماماً عن العدوى.
ويمكن إيجاز فكرة الحضانة عن أنها وحدة علاجية توفر للطفل جواً معقماً ملائماً وبيئة محاكياً لبطن الأم من أجل مساعدته على النمو عوضاً عن تلك الفترة التي لم يتمكن من قضائها في بطن الأم.
في بادئ الأمر قد يكون الطفل الخديج غير قادرٍ على الرضاعة من ثدي الأم بسبب ضعفه العام؛
لذا يتم تغذيته عبر أنبوب يحمل له الحليب من الأنف أو الفم متجهاً إلى المعدة.
وسوف تتولى الممرضة عنك مسألة العناية بطفلك المبتسر منذ اللحظات الأولى لولادته وينحصر دورك كأم في مسألة إرضاع صغيرك إذا كان قادرً على الرضاعة،
وهنا يقوم إطلاع الأهل على تطورات نمو الطفل وعلى دورهم لدى خروجه من الحضانة.
أنواع الأطفال الخدج أو المبتسرين:
- الخدج (Preterm) متأخرو الولادة:الأطفال المولودين ما بين الأسبوع الـ 34 و الـ 36 من الحمل.
- الخدج معتدلو فترة الولادة: الأطفال المولودين ما بين الأسبوع الـ 32 و الـ 34 من الحمل.
- الخدج حديثو الولادة: الأطفال المولودين قبل الأسبوع الـ 32 من الحمل.
- الخدج شديدو حداثة الولادة: المولودين قبل الأسبوع الـ 25 من الحمل.
أهم الأمراض التي قد تصيب الطفل المبتسر
- صفراء الدم وذلك لعدم اكتمال نمو الكبد.
- الأنيميا وفقر الدم نتيجة قصور كريات الدم الحمراء.
- النزيف وذلك لعدم اكتمال الجهاز المسؤول عن التجلط في الدم.
- قد يفيدك أيضاً: الصفراء عند حديثي الولادة: أنواعها، أسبابها، وعلاجها.
متى يمكن الاستغناء عن وضع الطفل في الحضانة؟
تعتبر الحضانة هي أنسب بيئة للحفاظ على نمو الطفل المبتسر سواءً كان ناقص الوزن أو النمو؛ لكن إذا كان وزن الطفل أكثر من 2 كيلو جرام، وكان قادراً على الرضاعة بشكلٍ طبيعي ولا يعاني من أي أمراضٍ أو مشاكل صحية؛
حينها يمكن الاستغناء عن دخوله الحضانة ويتم الاستعاضة عن ذلك بوضع الطفل في جوٍ مناسب وتخصيص غرفة له وحمايته من الاختلاط بالزائرين منعاً لإصابته بالعدوى والأمراض كما تتم رضاعته بحسب الجدول الذي يحدده الطبيب.
كيف أتعامل مع طفلي المبتسر بعد خروجه من الحضانة؟
تتمثل طرق العناية بالطفل المبتسر في عدة نقاط يجب اتباعها وتوفيرها بدقة للطفل من أجل ضمان نموه بشكلٍ صحيح وسلامته مثل:
- يجب الحفاظ على دفء المولود: لا يستطيع الطفل المبتسر أن يرتجف من البرد أو يتعرق من الحر،
وليس لديه من الدهون تحت الجلد ما يكفي لتدفئته حيث يكتسبها في شهور الحمل الأخيرة؛
لذا احرصي على لف صغيرك وتدفئته لتوفير جوٍ مناسب له. - الحماية من العدوى: يجب أن يكون الطفل المبتسر أو الخديج بمنأى عن الإصابة بالعدوى وذلك بسبب ضعف مناعته وعدم قدرته على مقاومة الأمراض.
- قدمي لطفلك الحنان: حين حمل طفلك بين ذراعيك سيشعر بوجودك ويتمكن من شم رائحتك وحين تضعيه على صدرك،
ستذكره نبضات قلبك بالأجواء التي كانت تحيط به حينما كان داخل بطنك وحينها سيتمكن من النوم بعمقٍ أكبر وهو ما يساعد في نموه بشكلٍ كبير. - الحد من الإضاءة الساطعة: يمثل الضوء الساطع مصدر إزعاج لطفلك المبتسر،
وذلك لأن الأطفال المبتسرين تكون عيونهم حساسة للضوء وتمكنهم من الحصول على القدر الكافي من النوم، يمكنك سحب الستائر والاكتفاء بالأضواء الخافتة لمساعدة طفلك على النوم. - الحد من الضوضاء: تؤثر الضوضاء بشكلٍ سلبي على الطفل المبتسر حيث من الممكن أن تقلل مستوى الاكسجين لديه، وتضعف من نومه،
كما أنها من الممكن أن تقلل من التمييز بين أنماط الكلام في البداية. - المسي صغيرك: أثبتت الدراسات أن اللمس بحنان للأطفال الأصحاء الذين يبلغ عمرهم أقل من 36 أسبوع يعمل على إكسابهم الوزن بنسبة 47% كل يوم،
كما يمكن اللمس بحنان أن يمنع نوبات انقطاع النفس المؤقت،
أما في بعض الأحوال القليلة قد تطلب منك الممرضة عدم لمس الطفل إذا كان مولوداً مبكراً جداً وقد تسبب لمساتك كدمات له أو إقلال في النوم. - إعطاء الطفل حماماً: في الواقع يجب سؤال الممرضة أن الوقت المناسب لإعطاء الطفل حماماً وسوف ترشدك الممرضة إلى الطريقة المناسبة لذلك وتوقيته.
- تحدثي مع صغيرك: تحدثي معه وابتسمي له وأظهري له الحب والحنان فهو سيشعر بحنانك له وينمو من أجلك.
مستقبل طفلي المبتسر أو الخديج
أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على الأطفال الخدج المولودين في وقت وقتٍ مبكرٍ جداً حتى بلوغهم سن الحادية عشر من عمرهم أن الأطفال المبتسرين كانوا أكثر عرضةً لمشاكل التعلم والسلوك من الأطفال الذين ولدوا بعد فترة حمل كاملة،
بينما الأطفال المولودين بين الأسبوع الـ 32 و 36 واجهوا صعوبة أقل منهم لكنها تظل أكبر من أولئك المولودين بعد فترة حمل كاملة.
وعن المشاكل الصحية التي يتعرض لها الطفل المبتسر حين يكبر فتختلف من طفلٍ إلى آخر وهو ما يستوجب المراقبة من الأهل والمتابعة المستمرة،
ومع ذلك فترتفع نسبة مرض الطفل المولود في فترات مبكرة جداً عن الطفل المولود في فترة الأسبوع الـ 32 و 36.
تمنياتنا لطفلك بالصحة والعافية.