نزول المشيمة أثناء الحمل أو المشيمة المنزاحة هي أحد المشاكل التي قد تواجه بعضاً من السيدات خلال الفترة الأخيرة من الحمل، وقد تحدث في بعض الحالات خلال فترات الحمل الأولى، لكن لا تقلقي سيدتي؛ ففي هذا المقال سوف نتناول طبيعة هذه المشكلة، وأسبابها بالإضافة إلى طرق علاجها، فتابعينا.
ما هو نزول المشيمة؟
بعد رحلة طويلة للبويضة عبر قناة فالوب؛ تنغرس البويضة في جدار الرحم مكونة المشيمة، ذلك الجزء الذي يقتات منه الجنين طوال فترة حملك ويسمح بإزالة مخلفاته و بإنتاج الهرمونات التي تساعد على استمرار الحمل ونجاحه، وتكون المشيمة ملتصقة بجدار الرحم عن طريق أوعية دموية تساعد على تغذية الجنين وإمداده بالأكسجين، وعادة ما تكون المشيمة معلقة أعلى الرحم وبشكل بعيد تماماً عن مكان مرور الطفل عند الولادة والمسمى بعنق الرحم، لكن في بعض الحالات غير الطبيعية فإن هذه المشيمة تنزاح إلى أسفل عنق الرحم؛ وهنا نحصل على الحالة التي تسمى مشكلة المشيمة المنزاحة.
أعراض المشيمة المنزاحة
قد لا يكون هناك علامة مميزة لللمشيمة المنزاحة سوى الفحص باستخدام السونار، لكن هناك علامة بارزة تعد دليلاً على تحرك المشيمة عند عنق الرحم وهي نزول بضع من قطرات الدم بلون أحمر فاتح مع عدم وجود ألم، كما أنه قد يكون سبباً في التعرف على وجود انخفاض أو نزول في المشيمة حدوث نزيف خلال الثلث الثاني من الحمل، وقد يكون ذلك مؤشراً على وجود الطفل بوضعية غير طبيعية؛ كالوضعية المائلة أو الوضعية العرضية.
قد يهمك أيضاً: أعراض لا تتجاهليها أثناء الحمل
أسباب نزول المشيمة
ليس هناك سبب معين للمشيمة المنزاحة؛ فقد تنخفض المشيمة بلا سبب، لكن يبقى هناك بعض الأسباب التي تكون عاملا مؤديا إلى حدوث المشيمة المنزاحة نذكر بعضا منها:
- كبر سن الأم الحامل.
- الخضوع للولادة القيصرية في ولادة سابقة.
- تعرض الأم لبعض عمليات سابقة في الرحم.
- تعرض الأم الحامل لصدمات عنيفة في بطنها جراء حادث أو ما شابه.
- القيام ببعض العادات السيئة مثل التدخين وتناول المخدرات.
كيفية تشخيص المشيمة المنزاحة؟
يمكن تشخيص المشيمة المنزاحة بطريقتين هما:
الموجات فوق الصوتية
فحص الموجات فوق الصوتية ويتم عن طريق المهبل وبه يتم تحديد وضعية المشيمة كما يتم قياس المسافة بينها وبين عنق الرحم.
فحص عنق الرحم
فحص عنق الرحم ولا تفضل هذه الطريقة إلا عند الولادة بسبب احتمال وجود نزيف إثر فتح عنق الرحم.
وضعيات نزول المشيمة
هناك وضعيات مختلفة تمثل مشكلة سقوط المشيمة؛ حيث من الممكن أن تغطي المشيمة عنق الرحم بشكل جزئي، وهنا يكون لدينا مشكلة هبوط جزئي في المشيمة، ومن الممكن أن تغطي المشيمة عنق الرحم بشكل كامل وهنا نحظى بحالة هبوط كامل في المشيمة. مما يترتب عليه مصاحبة بعض الأعراض والمضاعفات.
تأثير المشيمة المنزاحة بشكل كامل على جنينك
يمكن أن يؤدي نزول المشيم بشكل كامل إلى عدد من المضاعفات التي تؤثر على الجنين منها:
- نزيف قبل الولادة.
- تأخر نمو الجنين بشكل جيد.
- الولادة المبكرة.
- وفاة الجنين في بعض الأحوال لا سمح الله.
علاج نزول المشيمة
قد لا يكون من الضروري التدخل لعلاج المشيمة في مراحل الحمل المبكرة؛ إذ من الممكن أن تتعدل وضعية المشيمة مع التقدم في الحمل ومع نمو حجم الرحم بشكل طبيعي ودون تدخل، وينحصر دور الأطباء في متابعة وضعية المشيمة ومراقبتها عن طريق إجراء مجموعة من جلسات التصوير فوق الصوتية بشكل منتظم.
أما إذا استمر هبوط المشيمة لديكِ؛ فمن المرجح أن يلجأ الطبيب إلى إجراء عملية قيصرية؛ فلا مجال للولادة الطبيعية مع استمرار حالة المشيمة المنزاحة، كما أنه من الممكن أن يتم اللجوء إلى الولادة القيصرية المبكرة كحل وحيد إذا كان نمو الطفل قد اكتمل، وهناك بعض الحالات القليلة التي تكون المشيمة فيها عميقة الجذور ومنغرسة بشكل كبير في الرحم، مما ينشأ عنها وجود نزيف عقب إجراء العملية، وفي حالة عدم القدرة على السيطرة على النزيف؛ قد يلجأ الطبيب المعالج إلى استئصال الرحم حفاظا على حياة الأم.
نصائح تحميك من المشيمة المنزاحة
ولأننا نهتم لأمرك، سنقدم لك بعض النصائح التي تساعدك في الوقاية من المشيمة المنزاحة، ومنها تجنب التالي:
- الوقوف لوقت طويل على قدميكِ.
- السفر لمسافات بعيدة قد يعرضك للتعب والإرهاق، مما قد يزيد من احتمالية انخفاض المشيمة لديكِ.
- صعود الدرج بشكل يومي.
- يفضل الابتعاد عن ممارسة العلاقة الزوجية، لأنها من شأنها أن تؤدي إلى انفصال في المشيمة مؤدية إلى موت الجنين لا قدر الله.
والآن وقد وصلنا لنهاية مقالنا بعد أن تعرفت على المشيمة المنزاحة وأهم أعراضها وأسبابها، هذا بجانب تأثيرها على جنينك وأهم طرق علاجها، دعينا نذكرك بضرورة العناية بجنينك وبنفسك، ونتمنى لك ولادة آمنة تحصلي فيها على طفل معافى سليم.
