الولادة تحت الماء ما بين المميزات والعيوب
شاع كثيراً في الفترة الأخيرة مصطلح ” الولادة تحت الماء “؛ خاصةً في الدول الغربية وهو ما لفت نظر البعض إليها ودفعهم الفضول إلى تجربة الولادة في الماء لسماعهم أنها تعمل على الاسترخاء وعدم الشعور بآلام الولادة الطبيعية المألوفة، لكن، هل هي آمنة؟ وهل صحيحٌ أنها تحول دون الشعور بآلام المخاض المعتادة؟، يجيب سالوبيت عن كل ما يخص الولادة تحت الماء في هذا المقال.
ما هي الولادة في الماء ؟
الولادة في الماء تعني خضوع المرأة الحامل إلى الولادة في حوض مخصص للولادة يشبه حوض الاستحمام، ويتم ملئه بالماء الدافئ الذي تتراوح درجة حرارته ما بين 36:37 درجة سيلوزية؛ تم اختيار هذه الدرجة حتى لا تتسبب في رفع ضغط جسم الأم، كما يكون معقماً منعاً لنقل العدوى، ويتم نزول جسم الأم فيه حين المخاض؛ هناك من يفضل الجلوس فيه حتى الولادة وخروج الجنين، وهناك من يفضل الخروج من حوض الولادة لحظة خروج الجنين، كما أنه لا تعارض بين تلقي الأم الأدوية عبر الوريد وبين مكوثها في حوض الولادة.
هل الولادة في الماء سهلة؟
تعتبر الولادة في الماء أسهل من الولادة الطبيعية، لأنها تساعد في الشعور بالاسترخاء خلال المخاض، وبالتالي قد تجعل عملية الولادة أسهل، ولكن لا يمكن أن نجزم في جزء الشعور بالألم فالأمر يختلف من سيدة لأخرى خلال الولادة، وتختلف طريقة تحملها للألم كذلك.
فوائد الولادة تحت الماء
عديد من السيدات اللاتي حظين بتجربة الولادة تحت الماء قدمن آراءً إيجابية حول التجربة ونصحن جميع الحوامل بخوضها، ومن أبرز مميزات الولادة تحت الماء:
- يساعد الماء الدافئ على تخفيف ألم الولادة وإعطاء الأم شعوراً بالاسترخاء؛ حيث تقوم المياه الدافئة بتحفيز الجسم إفراز هرمون “إندورفين” الذي يعتبر مسكناً طبيعياً خلقه الله في جسم الإنسان، كما يفرز هرمون “أوكسيتوسين” الذي يسبب انقباضات الرحم لتبدأ عملية الولادة بإحساس طفيفٍ بالألم.
- تساعد المياه الدافئة على تمدد أنسجة جسم الأم وتسهيل عملية خروج الجنين دون الحاجة إلى إحداث جروح وشق المهبل بهدف مساعدة الجنين على الخروج.
- يقوم المخ بإفراز هرمونات تعمل على تقليل الألم والتسريع من عملية الولادة.
- يعمل الماء على تسهيل خروج الجنين.
- يعمل الشعور بالاسترخاء على توسيع عنق الرحم وسرعة انزلاق الجنين.
- يوفر للجنين جواً مشابهاً للكيس الأمينوسي داخل الرحم؛ الأمر الذي يعمل على تهدئته لدى نزوله.
- يوفر جواً من الدعم النفسي للأم وذلك عبر السماح للأب بالنزول إلى الحوض ومساندة الأم فيما تمر به.
- يعطي الماء للأم شعوراً بالطفو مما يجعلها تشعر أنها أخف وزناً.
- يقلل من الحاجة إلى استخدام المواد المخدرة والمسكنات.
- تؤدي المياه الدافئة إلى استرخاء عضلات الجسم؛ مما يعطي الأم حريةً أكبر في الحركة والتغيير بين الأوضاع.
- يقلل الماء الدافئ من شعور الأم بالتوتر والشد العضلي نتيجة الولادة.
- يعطي للأم شعوراً أكبر بالمتعة أثناء الولادة.
طريقة الاستعداد للولادة تحت الماء
يتم الاستعداد وفقاً للمكان الذي ستتم فيه الولادة، ففي حالة كانت الولادة في المشفى في الجزء المخصص للولادة تحت الماء، فستقوم المشفى بتجهيز المكان وإعداده، ولكن في حالة الولادة في المنزل ستكونين بحاجة لقياس حجم الحوض لتحددي مكانه بمنزلك، وكذلك توفير بعض المعدات مثل:
- معقم للحوض.
- ملح أبسوم.
- خرطوم.
- مفرش لوضعه تحت الحوض لحماية الأرضية.
- ترمومتر لقياس درجة حرارة الماء.
قد يهمك أيضاً: كيف تتم الولادة الطبيعية في المنزل وهل هي آمنة على الأم والجنين؟
مخاطر الولادة تحت الماء
- الولادة تحت الماء قد تبطئ من المخاض وهو ما قد يزيد من فقدان الأم الدم أثناء وبعد الولادة.
- يجب أن تكون الأم مؤهلةً للولادة الطبيعية ولا توجد أي مشاكلٍ في الحوض، كما يجب أن يكون الطفل طبيعي النمو وكمية المياه من حوله طبيعية.
- يمكن أن تساهم المياه في نقل العدوى.
مخاطر اختناق الجنين حين انزلاقه في حوض الولادة
قد يكون للولادة تحت الماء بعض المخاطر، خاصة في حالة استنشق الطفل بعض الماء الموجود بحوض الولادة، حينها قد يتعرض الطفل لخطر:
- الالتهاب الرئوي.
- عدم القدرة على تنظيم درجة حرارة جسم الرضيع.
- الإصابة بمشاكل التنفس.
- مشاكل في الحبل السري.
- استنشاق العقي.
بعض الحالات التي لا يحبذ فيها الولادة تحت الماء
الولادة تحت الماء ليست متاحة لجميع السيدات الحوامل؛ حيث يجب أن تتمتع المرأة بكامل صحتها البدنية من أجل خوض تجربة الولادة تحت الماء، وفيما يلي نعرض بعض الحالات التي لا يحبذ الأطباء فيها اختيار الولادة تحت الماء:
- الحوامل المصابات بارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه.
- في حالة الإصابة بالسكري أو بتسمم الحمل.
- في حالة الولادة المبكرة.
- في حالة الحمل بتوأم.
بعض الآراء الطبية حول الولادة تحت الماء
بدأت فكرة الولادة تحت الماء بالانتشار كما دخلت مصر تدريجياً غير أنها لا تزال غير معروفةً بالقدر الكافي، وقد يكون هناك من لم يزل لم يسمع بمصطلح الولادة في الماء، يلخص أحد الأطباء رأيه حول فكرة الولادة تحت الماء باعتبارها مخرجاً تحاول به السيدات الفرار من آلام الولادة الطبيعية دون المرور بآلام الولادة القيصرية التي انتشرت مؤخراً بدواعٍ طبية وغير طبية بغية التهرب من آلام الولادة الطبيعية، وهو ما يعد طبياً أمراً غير صحيح ويترتب عليه المزيد من العواقب، وتعد تجربة الولادة تحت الماء مخرجاً آمناً بشرط:
- وجود طاقم من الإشراف الطبي المتخصص في الولادة تحت الماء لاختيار توقيت النزول إلى الماء واختيار الوضعية الصحيحة للأم.
- جلوس الأم في وضعية صحيحة في حوض الولادة يسمح بنزول الجنين وهو وضعية القرفصاء وذلك من أجل تخفيف الألم ومساعدة الام على دفع المولود، عدم النوم على الظهر.
- يتم قياس نبض الجنين بالدوبلر المائي من أجل متابعة سير عملية الولادة والتأكد من سلامة الجنين.
- يجب الامتناع عن إجراء الولادة تحت الماء في حال وجود موانع طبية من شأنها التأثير على صحة الجنين أو الأم.
وعلى كلٍ من الممكن الاستفادة بمزايا الولادة تحت الماء بالوقوف تحت دش قوي موجهٍ إلى الظهر حين بدء الشعور بالطلق.
الولادة تحت الماء في دبي – الإمارات
بدأت الولادة في الماء تأخذ صداها في الدول العربية وعلى رأسهم الإمارات، حيث قامت بعض المستشفيات في دبي عام 2015 بتدشين قسم خاص بالولادة تحت الماء، ويمثل هذا القسم بيئة مريحة للأم للولادة بشكل سهل، ولكن يفضل أن يكون مخطط لهذه الولادة منذ المتابعة الأولية في الحمل لأخذ الإجراءات المناسبة.
في نهاية القول، نجمل ما سبق بأن الولادة تحت الماء من أحدث تقنيات الولادة المستخدمة حول العالم، وهو ما يتجه الطب الحديث لدراسته مساعداً على انتشار الفكرة التي من شأنها تغيير الكثير من الثقافات المغلوطة حول فكرة لولادة وآلامها؛ غير أنها يجب أن تتم تحت إشراف طبي سليم لتوجيه الأم للتصرف الصحيح؛ فمن حق كل سيدة الحصول على ولادة بألم أقل.